الأربعاء، 7 مايو 2008

بين 6أبريل و 4مايو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا: أعنذر عن انقطاعي كل هذه المدة .. وثانيا: أحببت أن أعلق على ما سمعته بعد اضراب 4 مايو.. لقد سمعت أراءا تقول أنه إضراب فاشل بالمقارنة مع إضراب 6 ابريل - الذي أصبح ناجحا بقدرة قادر - إن رأيي في هذا الموضوع هو أن الحكم على اضراب 4مايو بمقتضيات الحكم الحكم على 6ابريل يعد أمرا بعيدا كل البعد عن المنطق ولو استخدمنا في هذا علوم الدنيا كلها ... و هذا للعديد من الأسباب التي أرى من أهمها أن اضراب 6ابريل جاء في وقت كان الشعب فيه على وشك الانفجار - بل لقد انفجر بالفعل في يوم الاضراب نفسه - أما في 4مايو فقد استوعبت الحكومة الدرس وألقت قدرا من المسكنات في الشارع - تستحق فيه الحكم عليها بتهمة التعاطي والاتجار بجدارة - وقد كان لهذا الأثر الواضح على بعض فئات المجتمع والأثر الأكبر على عامة الناس التي لم تفهم فيم كان هذا أو ذاك ... من الأسباب أيضا أن الحكومة في 6 ابريل استفزت المشاعر بعرض القوة الذي لم يواجه إلا بـ " اي اللي هيجرى أكثر من اللي جرى ؟؟" من الشارع والذي لم يأبه لهذا الإجراء الصارم ونزل بكل قوته إلى الشارع بل وبكل فوضويته - إن صح التعبير - الناتجة عن الضفط الشديد ... أما هذه المرة فلم تبد الحكومة أي اجراء مشدد ظاهر تجاه هذه الدعوة بل وأفرجت عن معتقلي الإضراب السابق باستثناء المحلة التي كانت قد تحولت إلى ثكنة عسكرية منذ المرة السابقة ... وإذا افترضنا جدلا أن هذا الاضراب لم يكن له من داع فها هي ذي الدولة تعلن عن استجابتها لمطالب العمال وأعلن الرئيس - ذات نفسه - عن علاوة للموظفين بمبلغ وقدره .. فإني أتساءل هل كان هذا الإضراب وسابقه لعمال المحلة فقط أو كان لنيل فيض من اليد البيضاء التي امتد بها السيد الرئيس إلى فئة من الشعب المسكين لا تتعدى 25% ... وإذا افترضنا ايضا جدلا صحة هذا الكلام فهل استطاعت الحكومة بكل مؤسساتها أن تدبرهذه العلاوة دون التأثير على باقي نواحي الحياة بل والأهم على 75%الباقين من الشعب... إن كان هذا صحيحا فإني أتساءل عن ارتفاع الأسعار المفاجيء للسلع والمواصلات ... كما أتساءل لماذا لم تتوقف معارك هذا المواطن الشجيع مع الأفران للحصول على رغيف العيش الذي ما عاد للعيش وإنما سبيلا للموت... أيها السادة إني أرى أن طريقة هذا الإضراب هي التي جعلت الحكم عليه بنظرة عامة غير متفحصة السبب في عدم تقدير نتائجه التقدير الصحيح ... لقد كانت المناداة بهذا الاضراب أن يكون سلميا لانزول فيه الى الشارع وان يلزم الناس بيوتهم الا أن يكونوا من أصحاب الأعمال التي لايمكن تركها - كالطبيب مثلا -. ولو أن هناك من رصد نسبة الحضور والغياب في المؤسسات والشركات على اختلاف تخصصاتها وانتماءاتها لوجد أن قطاعا كبيرا من الشعب الذي وعى الهدف الصحيح قد استجاب له بإيجابية ... كما أني أرى أنه لو لم يكن من فائدة لهذان الاضرابان إلا إشاعة هذا المصطلح "الإضراب" في الناس وتعريفهم بحق من حقوقهم الشرعية لكان هذا نصرا كبيرا وفتحا من عند الله ... أعتذر عن الاطالة ولكني هنا أود أنوه أني لا أنادي لأي إضراب كان ولكن إلى أن يدرك الناس ما لهم وما عليهم وأن يلقوا التبعية والخضوع تحت أقدامهم ويفيقوا من هذه السلبية التي يعيشها المجتمع بأسره... وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى ....

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بارك الله فيه يا اسماء

أسماء يقول...

جزاك الله خيرا "غير معرف" وإن كنت أتمنى أن تعرفني بنفسك