الأحد، 11 مايو 2008

سمك لبن تمر هندي ...

الموقف الأول: بينما أنا في ميكروباص اليوم رأيت حادثا ارتطمت فيه شاحنة نقل بسيارة ملاكي من الخلف في منظر يؤسف له، لكن ليس هذا ما استوقفني حقيقة، إن ما استوقفني فعلا هو تعليق انطلق من أحد الراكبين " صاحب الملاكي هو اللي غلطان " ولم ينتظر سؤالا من أحد وإنما انطلق يشرح وجهة نظره، سبحان الله هذا وهو معنا في السيارة ولم يشاهد الحادث .....

الموقف الثاني: كنت مع ثلاثة من أصدقائي يوما وإذا بإحداهن تشكو من مغص شديد ألم بها فانبرت واحدة منهن تصف لها ما يجب أن تتناوله من الأدوية بالمواعيد - مع العلم بأنها ليست طبيبة - وعبثا حاةلنا اقناعها بأن هذا لا يصح وأن علينا الذهاب للطبيب ... وما ناب أختنا المريضة إلا أن نسيناها وانشغلنا بالنقاش عنها ... الموقف الثالث: " جووووووووووووووون " هكذا انطلقت الصيحات من أفواه الناس عندما سدد أبو تريكة الكرة في ضربة جزاء لكنها للأسف لم تدخل وضاعت الصيحات هباء ، وانطلقت الهتلفات " مش كده يا عم "،" لو كنت وقفت في المكان الفلاني كانت دخلت "، " لو فلان هو اللي سدد كانت جت جون" وهكذا تحول الناس من مجرد متابعين هواة إلى نقاد مخضرمين ..... إن المتأمل في هذه المواقف وغيرها التي تمر علينا يوميا لوجد أن كل الناس بقت دكاترة ، وكل الناس عساكر مرور وكل الناس لعيبة محترفين وكمان صنايعية - مع خالص الاحترام- لم يعد هناك مجال للتخصص في بلدنا الحبيب من أصغر الأعمال وحتى أرقى المناصب ولعلنا لاننسى يوم أن كان وزير التعليم طبيبا لم يدرس في حياته كتابا تربويا واحدا ... لعل هذا يذكرني بمرة ونحن في الكلية كانت عندنا محاضرة في التاريخ الهندسي وسبحان الله كل من سبقنا مع حضاراتهم كان يؤمن بالتخصص - الا احنا أصلنا فراودة - ما علينا المهم كان الدكتور يتكلم عن أهمية التخصص فمثلا لو هنبني عمارة : مهندس مدني دوره كذا وعمارة كذا وكهرباء و.... المهم إلى أن وصل إلى المحاسب الذي يحدد تكلفة البناء ومن جميل الصدف أن كان عم محمد _ الفراش _ يصلح الميكروفون _ شوفو التخصص _ المهم إذا به يندفع قائلا :" دكتوووور ... ليه كل ده قل لي بس ناوي تبني عمارتك فين وأنا أجيب لك عم ابراهيم البنا .. دا راجل بنا وابوه بنا والصنعة بتجري في دمه" ............. و" لا تعليق"

.

.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

عندك حق والله يا اسماء

أسماء يقول...

شكرا على المرور